زراعة الزهور في فصل الشتاء

تشهد ميادين الطرق العامة بإمارة دبي خلال فصل الشتاء زهوراً ومناظر خلابة شكلتها التصاميم المبدعة لأشكال الزهور والورود التي تعمد بلدية دبي دائماً خلال هذا الموسم زراعتها، حيث تبرز من خلالها أجمل الورود بأبرز التصاميم الجميلة والتشكيلات من الألوان المتنوعة والمتناغمة مع هذا الفصل من السنة.
وصرح المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي بالوكالة أن الدائرة زرعت خلال هذا الفصل من العام الملايين من الزهور التي تتناسب خصائصها مع درجات الحرارة المنخفضة.

وقد استعدت البلدية من خلال موسم العروة الشتوية الثانية والتي تعد من مواسم الأزهار الرئيسية في المدينة لتزامنها وذلك حسب البرنامج الزمني للعمل في إدارة الحدائق العامة والزراعة فان مواسم زراعة الأزهار على طرق المدينة وميادينها العامة ينقسم إلى 4 عروات، هي العروة الشتوية الأولى وتمتد من سبتمبر ولغاية ديسمبر، والعروة الشتوية الثانية من ديسمبر ولغاية مايو، والعروة الصيفية من مايو ولغاية سبتمبر، وتحفل كل عروة منها بزراعة 10 ملايين زهرة بحد أدنى، وقد تفوق هذا الرقم مع الازدياد المطرد الذي تشهده مساحة الرقعة الخضراء بالمدينة.

وقد قامت إدارة الحدائق العامة والزراعة بوحداتها التنظيمية المختلفة بزراعة عدد 3,268,154 أي ثلاثة ملايين ومائتان وثمانية وستون ألف ومائة خمسة وأربعون شتلة زهور موسمية في العروة الشتوية الأولى (مزروعة بزهور الزينيا والماريجولد) التي بدأت في شهر أكتوبر لعام 2007.

تبدأ مراحل زراعة الزهور مع بمرحلة حصر المناطق بالمساحات التفصيلية مع توضيح النباتات المزروعة مع الزهور وتوزيعها، ثم مرحلة التصميم: حيث تتواجد الكوادر الوطنية المتخصصة في تصميم وتوزيع الزهور بعد اختيار الأصناف الملائمة للزراعة على حسب المنطقة وموسم الزراعة، بعدها يتم توزيع الألوان بكل منطقة على حد، ثم توزيع التصاميم ، ثم عمليات الصيانة المختلفة من ترقيع وتجديد وتسميد وغيره، وتصوير المناطق قبل تغيير العروة الجديدة لمناقشة العيوب والمميزات والمعوقات فيما سبق من عروات لتلافيها في العروات الجديدة.

ويذكر بأن الزهور تعد من أهم النباتات التي تلعب دوراً هاماً في مجال الزراعة التجميلية والتي تستخدم في إمارة دبي على نطاق واسع ويتوقف المظهر الجمالي للمدينة على نجاح زراعتها بتنسيقات جميلة تعكس ألوانها الجميلة الزاهية وروائحها العطرية فهي تمثل الإطار أو البرواز للمساحات المزروعة ويجب أن تتوفر في الزهور المواصفات القياسية من حيث الصنف بحيث أن يكون ذو مواصفات معلومة وملائم لموسم الزراعة، ذات نمو قوي غزير التفريع، جميع النباتات مطوشة أو معاملة كيميائيا بمعوقات النمو، وذات تزهير غزير، الألوان نقية ومتناسقة، فترة التزهير طويلة، خالية من الإصابات الحشرية والمرضية، لا توجد فراغات داخل مساحات الزهور، نظيفة وخالية من الأعشاب أو أي نباتات أخرى غير الصنف المزروع حتى ولو كان نفس الصنف بأزهار مختلفة اللون، مزروعة بمعدل لا يقل عن 10 نباتات في المتر المربع، تروى بواسطة نظام الري بالتنقيط، لا توجد بها شتلات أو أفرع أو أوراق أو أزهار ميتة، وأن تكون أحواض الزهور مفصولة عن المسطحات الخضراء ومغطيات التربة بواسطة شرائح بلاستيكية.

وللمحافظة على هذا المظهر الجميل على مدار العام يلزم تنفيذ برنامج صيانة زراعية كفء يتضمن عمليات الصيانة الري التي تعد من أهم العمليات التي يجب مراعاتها حيث أنها محددة لنمو الأزهار وتحولها من مرحلة النمو الخضري إلى النمو الزهري وإهمال الري أو الإفراط فيه يؤثر على حالة الزهور مما يؤدي إلي اصفرارها ثم موتها. أما الاعتدال والانتظام في الري فيعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح زراعة الزهور التي تمثل الإطار الجميل للمساحات الخضراء المزروعة، ويتم ري الزهور بشوارع وحدائق المدينة من خلال شبكات الري بالتنقيط أو بواسطة نظام الري الفقاعي (الببلر ) حيث يحتاج كل متر مربع من الزهور إلى 15 لتر ماء يومياً خلال فصل الصيف وتقل قليلاً خلال فصل الشتاء لتصل إلي 11 لتر ماء يومياً لكل متر مربع من الزهور ويجب مراقبة شبكة الري والإبلاغ الفوري عن الأعطال لإصلاحها.

ثانياً عملية التسميد وفيها التسميد العضوي وهو خاص للزهور الحولية التي تعتمد أساساً على الأسمدة العضوية التي يتم إضافتها عند الزراعة حيث أن فترة تواجدها بالتربة قليلة لا تتعدى 4 شهور للعروة الواحدة أما الزهور المستديمة فهي التي تحتاج إلى التسميد العضوي ولو مرة على الأقل سنوياً حيث تضاف الأسمدة العضوية خلال فترة الشتاء بمعدل 4.5 كجم للمتر المربع وتقلب جيداً مع التربة وتروى، والتسميد الكيماوي والتي تضاف فيه الأسمدة الكيميائية المركبة التي تحتوي على عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بالإضافة إلى العناصر الصغرى بمعدل 150 جرام للمتر المربع حيث توزع بجوار نقاطات الري أو يمكن أن يتم التسميد الورقي أو التسميد من خلال شبكات الري ويتم ذلك مرة واحدة خلال عروة الزهور الحولية أو 4 -6 مرات سنوياً بالنسبة للزهور المستديمة حيث أن ذلك يؤدي إلى النمو الجيد وتكوين الأزهار ذات الألوان المميزة وبقاء هذه الأزهار لفترة أطول.

وأيضا الترقيع وهو من العمليات الهامة التي يقوم بها المراقبين الزراعيين المسئولين عن المناطق حيث يجب علي المراقب الاحتفاظ ببعض الزهور من نفس الصنف والعمر لاستخدامها في عملية الترقيع وزراعتها بدلاً من النباتات الميتة والمتأثرة بالعوامل المختلفة وذلك لضمان دخول جميع الشتلات دفعة واحدة في مرحلة التزهير لتحقيق الهدف من زراعتها، ويمكن للمراقب زراعة 15 شتلة في المتر المربع بدلا من 10 شتلات ويتم استخدام العدد الزائد في أعمال الترقيع بحيث يضمن المراقب أن جميع الشتلات الأصلية والمستخدمة في أعمال الترقيع ذات صفات وراثية واحدة من حيث الارتفاع ولون الأزهار وطول فترة التزهير، ويتم تنفيذ عملية الترقيع بعد الزراعة بأسبوع واحد فقط وتسمي هنا ترقيع ما بعد الزراعة علي أن يتم الترقيع بعد ذلك كلما تم اكتشاف مناطق خالية أو نباتات ميتة وكانت مرحلة النمو تسمح بذلك، والشقرفة وتعتبر هذه العملية من أهم العمليات التي يقوم بها البستانية والعمال حيث تجري بعد الزراعة بفترة تتراوح بين 20 - 30 يوم تقريباً وتتم بتقليب التربة حول الشتلات للمساهمة في تهوية الجذور و إزالة أي أعشاب أو نموات غريبة ويمكننا ملاحظة قوة نمو الشتلات بعد هذه العملية والتي يفضل أجرائها مرتين على الأقل قبل دخول الزهور في مرحلة التزهير وهنا يجب مراعاة وقف الري قبل إجراء هذه العملية بيوم على الأقل.

وترجع أهمية هذه العملية بسبب تحسينها لظروف التهوية و إزالة الأعشاب والنموات الغريبة التي تؤثر على نمو ومظهر الزهور، التطويش ويقصد بها إزالة البرعم الطرفي لأن ذلك يساعد على إلغاء السيادة القمية وتشجيع البراعم الجانبية على النمو وتكوين فروع جانبية ينتهي كلاً منها بزهرة أو نوره حسب طبيعة النمو ويمكن أن تجري هذه العملية على الفروع الجانبية أيضاً ويستجيب لهذه العملية أكثر من 95 % من أصناف الزهور وتساعد على زيادة عدد الأزهار على النبات بنسبة كبيرة جداً، ويمكن إجراء هذه العملية كيميائياً باستخدام أحد معوقات النمو Growth retardant مثل السيكوسيل أوالمالييك هيدرازيد أو مركب ب9 بتركيزات معينة رشاً على الشتلات حيث تؤدي هذه المعاملة إلي التبكير في التزهير وزيادة عدد الأزهار على النباتات وطول فترة التزهير وزيادة تركيز الكلوروفيل في أوراق النباتات مقارنة بالنباتات الغير معاملة وعادة تتم المعاملة بالمشتل قبل صرف النباتات للزراعة بالحدائق والشوارع، وتتم مراقبة الزهور خاصة عند عقد الثمار وتكوين البذور والتي يتم جمعها بعد وصولها إلى مرحلة النضج ثم تجفف وتصفي من البتلات الجافة وتحفظ في أكياس خاصة يكتب عليها البيانات الخاصة مثل الاسم العلمي وتاريخ جمع البذور ووزنها ونسبة إنباتها ويتم حفظها في مكان بارد لحين استخدامها في الموسم التالي.

شكرا اختي